شارع محمد الخامس بالناظور يودع الإهمال.. 900 مليون درهم تطلق إعادة تأهيل “قلب المدينة”

ريف360- ماسين

بعد سنوات من الترقب والانتقادات المريرة التي وجهها سكان الناظور لحالة الإهمال التي آلت إليها شرايين مدينتهم الرئيسية، يلوح في الأفق أخيرا بصيص أمل يرسم ملامح مرحلة جديدة من التنمية الحضرية. فقد علمت “آنفا نيوز” أن وكالة تهيئة موقع بحيرة مارتشيكا تستعد لإطلاق دراسة تقنية متقدمة، تمهيدا لإعادة التأهيل الشامل لـ شارع محمد الخامس الشهير.

لطالما كان هذا الشارع، بمساراته الواسعة ومقاهيه وأشجاره، هو “القلب النابض” للناظور، قبل أن يتأزم وضعه بفعل إصلاحات غير موفقة وتوالي الإهمال. هذه الوضعية المزرية شكلت مادة خصبة للانتقادات، وذكرت الساكنة بالوجه الحيوي الذي فقدته المدينة.

نزاع الصلاحيات انتهى بقرار مركزي

شكل هذا الشارع نقطة خلاف صامتة بين جماعة الناظور ووكالة مارتشيكا. فمنذ دخوله ضمن نفوذ الوكالة، أصبحت الجماعة عاجزة عن التدخل لإصلاحه دون موافقة مسبقة. وبالرغم من طلبات الجماعة المتكررة لإخضاع الشارع لعملية تأهيل عاجلة، ظلت وكالة مارتشيكا متشبثة بتصورها الطموح، لكنها لم تتمكن من تنزيله لغياب الدعم المالي الكافي.

غير أن المعادلة تغيرت بشكل جذري مؤخرا. إذ تشير المعطيات الحصرية التي تحصلت عليها “ريف360” إلى أن الحكومة قد خصصت للوكالة مبلغا ضخما يصل إلى 900 مليون درهم (90 مليار سنتيم) لمشاريعها في إقليم الناظور، وهو مبلغ سيتم صرفه على عدة سنوات.

ولوضع هذا الرقم في سياقه المحلي، فإن هذا الدعم الحكومي يوازي تقريبا أربعة أضعاف الميزانية المتوقعة لجماعة الناظور برسم سنة 2026 (25 مليار سنيتم).

شارع محمد الخامس في انتظار ولادة جديدة

هذا التخصيص المالي القياسي، ينتظر أن يفك العزلة عن مشاريع الوكالة، وفي مقدمتها إعادة تأهيل شارع محمد الخامس ليليق بمكانته التاريخية والحضرية.

القرار يفتح الباب أمام ولادة جديدة للشارع، يترقبها الشباب تحديدا لعودة المساحات الخضراء والمقاهي العصرية التي تخدم الترفيه المحلي. كما تعكس هذه الخطوة وفق ذات المصدر التزاما حكوميا قويا بتعزيز جاذبية الناظور، خاصة في ظل المشاريع الإقليمية الكبرى التي تعرفها المنطقة، وفي مقدمتها ميناء الناظور غرب المتوسط.

إذ تؤكد مصادرنا أن “مارتشيكا” باتت على وشك الإعلان عن إطلاق الدراسة التقنية، تمهيدا لوضع حجر الأساس لإصلاح طال انتظاره. تبقى الكرة الآن في ملعب الوكالة لتنزيل تصورها الطموح وتحويله إلى واقع ملموس، يعيد للمدينة قلبها النابض.

مقالات مشابهة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button