“أنا لا أهرب”.. سر الغرير الذي يهاجم الأسود والضباع لسرقة طرائدها

ريف360- إلهام. د
مرحبا بك في عالم غرير العسل (أو آكل العسل)، النجم الذي لا يكترث لحجمه، والذي هزت أخباره أرجاء العالم، ويبدو أنه أصبح “تريند” الشجاعة المطلقة في المغرب وخارجه! إذا كانت الشجاعة تقاس بعدد المرات التي تقاتل فيها حيوانا أكبر منك بعشرة أضعاف، فإن هذا المخلوق الصغير يستحق أن يرفع راية النصر. إليك مقال طريف وغني بالمعلومات عن هذا المقاتل الشرس الذي أثار دهشة العلماء والمصورين على حد سواء.
لا يعرف شيئا اسمه “الخوف”: سجل غينيس يتحدث!
يعرف غرير العسل علميا باسم Mellivora\ capensis، وهو ينتمي إلى فصيلة السموريات (Mustelidae)، وهي نفس العائلة التي تضم ابن عرس وثعالب الماء. قد يبدو الأمر لطيفا حتى تعلم أن هذا الغرير الصغير يحمل لقبا رسميا وموثقا في موسوعة غينيس للأرقام القياسية باعتباره: “أكثر حيوان ثديي شجاعة في العالم”.
ماذا يقول العلم عن هذه الشجاعة؟
العلم يقول: إنها ليست مجرد شجاعة، بل هي خليط من العدوانية الشديدة والانتهازية الذكية.
قصص قتال الغرير للأسود والضباع لسرقة فريستها ليست أساطير. إنها تحدث، والسبب يعود جزئيا إلى حقيقة أن الغرير لا يفر أبدا. عندما يهاجم، يتحول إلى كتلة من الغضب المتفجر ويواجه المفترس بشكل مباشر، مما يربك الحيوانات الكبيرة التي تفضل صيد الفرائس الهاربة.
الغرير هو حيوان انتهازي بامتياز. إذا رأى وجبة، بغض النظر عمن يملكها، فإنه سيقاتل من أجلها. الأمر كله يتعلق بالبقاء، والغرير يتبع سياسة “الهجوم هو أفضل دفاع”.
من العسل إلى الكوبرا: قائمة طعام لا تعرف المستحيل
رغم اسمه اللطيف (آكل العسل)، فإن الغرير ليس نباتيا يحب الحلوى فقط. نظامه الغذائي يجعله في مصاف المخلوقات التي لا تمزح بشأن طعامها.
يحب الغرير العسل ويرقات النحل بشدة، وغالبا ما يستعين بطائر “دليل العسل” (Honeyguide) لإرشاده إلى خلايا النحل.
وجبة الإفطار (الأفاعي السامة)
العلم يؤكد أن الغرير يأكل الأفاعي السامة، حتى تلك القاتلة مثل الكوبرا والمامبا السوداء. يمتلك الغرير درجة عالية من المناعة الجزئية ضد سموم الأفاعي، التي لا تقتله بل قد تدخله في غيبوبة قصيرة. قد ينهار الغرير بعد لدغة، ولكن بعد ساعتين من “القيلولة” يصحو ويكمل وجبته وكأن شيئا لم يكن!
الجلد والمخالب السلاحان السريان لغرير العسل هما ما يجعله يقف شامخا أمام كل التحديات. جلد الغرير سميك للغاية، مما يصعب على المفترسات اختراقه. لكن الأهم هو أنه فضفاض، كأنه يرتدي بدلة داخل بدلة! إذا أمسك به أسد أو ضبع، يمكن للغرير أن يتلوى داخل جلده ويستدير ليعض المفترس الذي يمسكه. إنها مناورة “الهروب والرد” المذهلة. يمتلك الغرير مخالب أمامية طويلة وقوية بشكل لا يصدق، وهي مصممة للحفر. يمكنه الاختفاء تحت الأرض في دقائق معدودة، كما يستخدمها كسلاح فتاك لتمزيق أو تقطيع فرائسه ومهاجميه.
غرير العسل ليس ضحية لسوء الفهم، بل هو كائن مصمم بيولوجيا ليكون مزيجا من جندي مشاة بري، ومرتزق جريء، وخبير كيميائي (بسبب إفراز سائل كريه الرائحة من غدد الشرج للدفاع عن النفس). إنه باختصار: كائن لا يمكن إزعاجه.




