طبيبة سابقة بالحسيمة: “مسؤولون قالوا لنا: “ماكرهناكومش تمشيوا حيت ملي كيكون الطبيب كينوض غير الصداع”

ريف360- الحسيمة

أعادت الدكتورة وداد أزذاذ، طبيبة أشعة سابقة في مستشفى الحسيمة، فتح ملف “النزيف الطبي” الذي تعاني منه المدينة، وذلك عبر شهادة حية نشرتها على صفحتها، كشفت فيها عن تفاصيل صادمة تضع الإدارة الصحية المحلية في قفص الاتهام وتفسر أسباب المغادرة الجماعية للأطر الطبية.

روت الدكتورة أزذاذ الضغط الهائل الذي كان يقع على الأطباء الاختصاصيين، مشيرة إلى أن طبيبات الأشعة في المستشفى، سواء كن اثنتين أو ثلاث، كن يؤدين في الواقع “خدمة مستشفى جامعي بمستعجلاته ومعهد سرطان ومستشفى الأم والطفل”. وأمام هذا العبء الذي “لا يتصور”، خاصة في فترة الذروة الصيفية، طالب الأطباء مرارا بتعزيز الفريق الطبي لتفادي الانهيار الجسدي والنفسي، وهددوا بـ “المغادرة الجماعية”.

لكن الرد من اثنين من “المسؤولين الصحيين الذين يعتبران أكبر سبب في النزيف الطبي بالمدينة” كان بعيدا كل البعد عن التفاعل الإيجابي أو الشعور بالمسؤولية. ووفقا لشهادة الدكتورة أزذاذ، التي أكدت أن زملاءها يمكنهم تأكيدها، فإن الرد كان: “نحن أصلا ما كرهناكمش تمشيوا في خطرة، حيت ملي كيكونوا الأطباء كينوض لنا غير الصداع…”.

كشفت الشهادة عن منطق إداري صادم، حيث أوضح المسؤولون للطبيبة وزميلاتها أن وجود طبيب أو اثنين يسبب مشاكل لأنه يجعل المرضى يراجعون المستشفى وتتراكم لديهم المواعيد البعيدة، مما يؤدي إلى “إزعاج” الإدارة.

وبنبرة الأسف، استخلصت الدكتورة أزذاذ أن “عقلية المسؤولين” هناك تتبلور في معادلة: “اللهم المريض يبقى بلا طبيب ويموت أو يسافر… ولا السيد المسؤول المحترم مايشربش القهوة ديالو طرونكيل”. هذه العقلية، التي بدأت تظهر بقوة مع بداية جائحة كورونا، تفسر لماذا “الدكاترة كاملين تقريبا هربوا من الحسيمة”، بمن فيهم أبناء المدينة المستقرون فيها.

أكدت الدكتورة أزذاذ أنها غادرت الخدمة مجبرة “بسبب الإهانات المتكررة من طرف عناصر إدارية”، لكنها أكدت أنها لا تزال تحمل “الكثير من الغيرة على سكانها”، وخاصة “مرضى السرطان” الذين عانوا الأمرين مع الفريق الطبي المنهك.

ويأتي هذا الكشف ليضع ملف الإدارة الصحية بإقليم الحسيمة على طاولة النقاش مجددا، وسط تساؤلات ملحة حول سبل إنهاء الصراع بين الإداريين والأطر الطبية، وضمان أن تظل صحة المواطن وكرامة الأطباء هي الأولوية المطلقة في المستشفيات العمومية.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button