بسبب “إنزال الحسيمة” ودخول مؤثر مغربي.. مسؤول عسكري إسباني بارز يحذر من سياسة “التنازلات” للمغرب

ريف360- مدريد

يشهد المشهد السياسي والعسكري في إسبانيا جدلا متصاعدا حول طريقة تعامل حكومة مدريد مع المغرب، بعدما خرج مسؤول بارز في هيئة الأركان العامة للجيش الإسباني محذرا من تداعيات ما وصفه بسياسة “التنازلات المستمرة” تجاه الرباط.

التحذير جاء في مقال تحليلي نشرته صحيفة إسبانية متخصصة، حيث اعتبر القائد العسكري، المعروف بخبرته في الاستراتيجية الجيوسياسية، أن الخطوات الدبلوماسية الأخيرة لا تعكس قوة في العلاقات الثنائية بقدر ما تكشف عن هشاشة مؤسساتية قد تدفع المغرب، وفق تقديره، إلى تكثيف ضغوطه بخصوص مدينتي سبتة ومليلية والجزر الواقعة قبالة الساحل المغربي.

الجنرال خبير الاستراتيجيات العسكرية، خوسيه أرياس أوتيرو، شدد على أن الدفاع عن السيادة الترابية لإسبانيا لا ينبغي أن يخضع لـ”حسابات ظرفية” أو لمخاوف من إغضاب شريك استراتيجي، مؤكدا أن هذا المنحى قد يعرض أمن البلاد القومي لمخاطر جدية.

ويأتي هذا الجدل في سياق متوتر، بعد أن قررت وزارة الدفاع الإسبانية إلغاء الاحتفالات المقررة بمناسبة مرور مئة عام على إنزال الحسيمة سنة 1925، وهي واحدة من أبرز العمليات العسكرية في تاريخ الجيش الإسباني. كان البرنامج يتضمن ندوات تكريمية وأنشطة ثقافية بمشاركة مؤرخين ومؤسسات أكاديمية، لكن وزيرة الدفاع مارغاريتا روبلس أمرت بإلغائها تفاديا لأي تداعيات دبلوماسية مع الرباط. هذا القرار أثار امتعاضا في أوساط عسكرية وأكاديمية، اعتبرته نوعا من “الرقابة الذاتية” على الذاكرة التاريخية لإسبانيا.

إلى جانب ذلك، فجر حادث آخر نقاشا واسعا بعد أن تمكن مؤثر مغربي من دخول جزيرة إيزابيل الثانية التابعة لأرخبيل الجزر الجعفرية قبالة السواحل المغربية، حيث صور مقاطع مصورة ونشرها على مواقع التواصل الاجتماعي قبل أن يغادر دون أن ترصده القوات المرابطة هناك. هذا التطور، الذي يخضع لتحقيق من وزارة الدفاع الإسبانية، اعتبر إشارة مقلقة عن وجود ثغرات في المراقبة العسكرية لمناطق حساسة.

الواقعة خلفت غضبا في الأوساط العسكرية، إذ رأى بعض المحللين أنها قد تستغل رمزيا لطرح تساؤلات حول الوجود الإسباني في تلك الأراضي. فيما ذهب آخرون أبعد من ذلك معتبرينها “بروفة غير معلنة” لمطالب سيادية مستقبلية.

القائد العسكري الإسباني خلص في تحليله إلى أن سياسة المهادنة لا يمكن أن تكون خيارا دائما، محذرا من أن استمرارها قد يفهم كدعوة مفتوحة لتوسيع المطالب الترابية.

ورغم تزايد الأصوات المنتقدة داخل الجيش الإسباني، تواصل الحكومة تأكيدها على أهمية الحفاظ على علاقة “ودية ومتوازنة” مع المغرب، في وقت يتصاعد فيه التوتر داخل الثكنات، ويتحول النقاش العسكري المغلق إلى قضية مطروحة للرأي العام.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button