ملعب الحسيمة… حين يتحول حلم فك العزلة إلى عزلة أكبر

ريف360 – الحسيمة

قبل أقل من عام، كانت صور افتتاح ملعب الحسيمة الجديد تملأ مواقع التواصل، وسط فرحة عارمة لسكان المنطقة الذين رأوا فيه بارقة أمل لإحياء الرياضة المحلية، وإعادة فريق “شباب الريف الحسيمي” إلى الواجهة بعد سنوات من التراجع. كان الملعب بالنسبة لهم أكثر من مجرد بنية تحتية، بل وعد بإنهاء سنوات التهميش الرياضي، وفتح الأبواب أمام استضافة مباريات كبرى واحتضان المنتخبات الوطنية.

لكن، ما الذي حدث بعد ذلك؟
باستثناء بضع مباريات لمنتخبات إفريقية، لم يعرف الملعب أي نشاط يذكر، لا مباريات رسمية للفريق المحلي، ولا حتى ودية للمنتخبات الوطنية. وكأن بواباته أغلقت بعد الحفل الافتتاحي، تاركة مدرجاته الفارغة شاهدة على وعود لم تتحقق.

المفارقة المؤلمة أن المشروع ولد لفك العزلة، لكنه اليوم أصبح جزءا من هذه العزلة. فالملعب الذي كان من المفترض أن يكون نقطة جذب للجماهير والمواهب، تحول إلى رمز لصورة مكررة من مشاريع تنتهي عند قص شريط الافتتاح، ثم تترك لتواجه الإهمال.

في مدينة كالحسيمة، حيث تعاني الرياضة المحلية من ضعف الدعم وقلة البنيات التحتية، كان من الممكن أن يشكل هذا الملعب مركزا للنشاط الرياضي والتكوين، وفضاء لإعادة إحياء شغف كرة القدم في المنطقة. لكن غياب برمجة واضحة للمباريات والأنشطة، وضعه في خانة المرافق “الجميلة لكن الصامتة”.

السؤال الذي يفرض نفسه اليوم: لماذا يترك هذا الصرح بلا حياة؟ هل هي مشاكل إدارية؟ أم غياب التنسيق بين الجهات المسؤولة؟ أم أن الأمر لا يعدو كونه حلقة جديدة في مسلسل التعامل مع الرياضة كملف ثانوي؟

أهالي الحسيمة لا يطلبون الكثير، فقط أن يعود الملعب إلى الغاية التي أنشئ من أجلها: أن يكون جسرا يربطهم بالرياضة الوطنية، لا جدارا آخر يزيد من إحساسهم بالعزلة. فالملاعب لا تبنى لتزين الصور الرسمية، بل لتكون ساحات تصنع الفرح والانتماء.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button