“أين فرصنا؟”: الدريوش.. أمل معلق على ميناء الناظور وسط غياب التكوين المهني والبنية التحتية

ريف360 – الدريوش

من قلب إقليم الدريوش، حيث الأمل لا يزال معلقا بفرص ضائعة، يتطلع شباب المنطقة إلى بارقة أمل قد تحملها رياح التحول الاقتصادي القادم من شواطئ الناظور. مشروع ميناء الناظور غرب المتوسط، الذي يبشر بتحولات كبرى في المشهد الاقتصادي للجهة، يشكل لدى العديد من أبناء الدريوش فرصة تاريخية للخروج من نفق البطالة الطويل. لكن السؤال الذي يلح في الأذهان: هل نحن مستعدون فعلا للانخراط في هذه الدينامية الجديدة؟

في الوقت الذي تعلن فيه السلطات عن قرب انتهاء الأشغال الأساسية للميناء، ومع بداية الاستغلال التجاري المرتقبة مع نهاية السنة المقبلة، يجد آلاف الشباب في الدريوش أنفسهم على الهامش، وسط غياب مراكز التكوين المهني المتخصصة، ونقص واضح في البنية التحتية المؤهلة لربط الإقليم بمحيط هذا المشروع الاستراتيجي.

ميناء الناظور غرب المتوسط، الذي يرتقب أن يخلق ما بين 80 و100 ألف منصب شغل مباشر وغير مباشر في سنواته الأولى، يعد بوابة استثمارية ضخمة ستضخ أزيد من 80 مليار درهم في الاقتصاد الوطني، عبر مشاريع صناعية وتجارية ضمن منطقة حرة تحتضن مهنا مينائية متطورة. لكن الواقع في الدريوش يبرز تفاوتا صارخا بين حجم الطموح وضيق الإمكانيات.

أبناء الدريوش يتساءلون بمرارة: كيف يمكن لنا أن نلتحق بهذه القاطرة ونحن نفتقر لأبسط آليات التأهيل المهني؟ كيف يمكن لشباب أنهكتهم سنوات الانتظار والهجرة القسرية أن يجدوا موطئ قدم في هذا التحول الجهوي، في غياب إرادة حقيقية لربط الإقليم بخارطة التنمية؟

إن الاستثمار في الرأسمال البشري للدريوش لم يعد خيارا، بل ضرورة وطنية، لضمان عدالة مجالية حقيقية، وحتى لا تتحول هذه المشاريع الكبرى إلى أحلام يراها السكان من بعيد دون أن يلمسوا أثرها على حياتهم.

من الدريوش، الصوت بات واضحا: نريد فرصا حقيقية، ومراكز تكوين مهنية، وطرقات حديثة، وربطا مؤسساتيا واقتصاديا يمكننا من المساهمة في المشروع الملكي الذي سيغير وجه الناظور، ونأمل أن يمد جذوره إلى عمق الريف الجريح.

مقالات مشابهة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button