مصانع، فنادق وميناء عملاق: الناظور على موعد مع تحول اقتصادي يغير ملامح الريف والشرق

ريف360 – الناظور
هل يشهد إقليم الناظور لحظة مفصلية في تاريخه التنموي؟ وهل نحن أمام بداية فعلية لتحول اقتصادي يعيد رسم ملامح الريف والشرق، أم أن ما نراه الآن مجرد وعود موسمية سرعان ما ستتلاشى؟
المتتبع لما يجري في الناظور منذ مطلع عام 2025 يلحظ دينامية لافتة تتجسد في إطلاق واستكمال عدد من المشاريع الكبرى التي ظلت مؤجلة لسنوات. من أبرز هذه المؤشرات، تدشين مصانع كبرى، بينها مشروع صيني متخصص في إنتاج مراوح ضخمة لتوليد الطاقة الريحية، إلى جانب وحدة صناعية كبرى لصناعة الأجبان.
كما تقترب ساعة الصفر لانطلاق ميناء الناظور غرب المتوسط، المشروع البحري الاستراتيجي الذي تراهن عليه الدولة لتحريك عجلة الاقتصاد المحلي وربطه بالشبكات التجارية العالمية. الميناء سيحظى بدوره بربط مباشر عبر الطريق السريع، في انتظار استكمال الطريق السيار الرابط بين كرسيف والناظور، ومشروع الربط السككي الذي يمتد لمسافة 43 كلم بكلفة تناهز 65 مليون دولار.
على الصعيد السياحي، انطلقت سنة 2025 بافتتاح أربعة فنادق جديدة، في خطوة تؤشر إلى توجه لجعل الإقليم وجهة جاذبة للسياحة الراقية. وفي السياق ذاته، أعطيت انطلاقة استغلال الميناء الترفيهي لـ “أطاليون” على ضفاف بحيرة “مارشيكا”، ما يعزز من جاذبية الموقع الطبيعي والبيئي للناظور.
النقل الجوي والبحري بدوره لم يكن خارج حسابات التحول الجاري، حيث دخل مشروع توسعة مطار العروي الخدمة، والشروع في المرحلة الثانية من التطوير. إضافة إلى لناء محطة بحرية جديدة للمسافرين بميناء بني انصار، وهو ما ينتظر أن يحسن بشكل كبير من خدمات الاستقبال والحركية.
من جهة أخرى، أُطلق طلب عروض لإنشاء محطة متطورة لتميييع الغاز الطبيعي، مع ربطها بأنبوب الغاز المغرب–أوروبا، مما يؤشر إلى توسيع البنية الطاقية للإقليم وتعزيز قدرته على استقطاب استثمارات صناعية ثقيلة.
ولا يقل أهمية عن ذلك مشروع تهيئة المنطقة الصناعية الكبرى المحيطة بميناء غرب المتوسط، والذي يرتقب أن يحتضن شركات لوجستيكية وصناعية ذات قيمة مضافة عالية. كما دخلت أشغال بناء محطة تحلية مياه البحر حيز التنفيذ، بطاقة إنتاجية تفوق 250 مليون متر مكعب سنويا، وهو ما يضمن حاجيات الماء لمناطق شاسعة من الريف والشرق.
كل هذه المؤشرات توحي بأن الناظور قد يكون في طريقه للتحول إلى قاطرة اقتصادية جديدة، لا لإقليم الريف فقط، بل لعموم المنطقة الشرقية، مع امتدادات محتملة نحو “التكنوبول” في وجدة و”الأكروبول” في بركان.
ويبقى السؤال الجوهري: هل ستستثمر هذه الفرصة التاريخية بالشكل الصحيح؟ أم أن لعنة التعثر ستعيدها إلى خانة المشاريع المتعثرة؟ الجواب تحمله السنوات القليلة المقبلة.