وعود على الرف.. هل ينتظر رئيس جماعة الناظور 2026 لتفعيل مشاريعه الانتخابية؟

ريف360 – الناظور
في مدينة الناظور، التي تتأرجح بين ضجيج المشاريع الكبرى الموعودة وصمت الأفق المحلي، يتنامى شعور متزايد بالقلق والاستفهام لدى الساكنة. فمع منتصف الولاية الانتدابية الحالية، وبعد مرور أكثر من ثلاث سنوات على انتخاب سليمان أزواغ رئيسا لجماعة الناظور، يجد المواطن نفسه في مواجهة واقع لا يبدو منسجما مع الوعود الطموحة التي قطعت خلال الحملة الانتخابية لعام 2021.
تتصاعد التساؤلات حول جدية الالتزامات ومصير المشاريع التي شكلت حجر الزاوية في البرنامج الانتخابي للمرشح السابق. فما الذي ينتظره الرئيس لتفعيل ما وعد به؟ وهل يمكن أن يكون الرهان على توقيت استغلال ميزانية الجماعة لخدمة حملة انتخابية قادمة؟
خلال حملته الانتخابية، رسم سليمان أزواغ صورة مشرقة للمدينة، تضمنت وعودا مركزية لم تكن مجرد شعارات، بل ركائز لمشروع تنموي متكامل. فقد وعد بتطوير البنية التحتية، وتأهيل الأحياء الهامشية، وتوفير حلول جذرية لمشاكل النقل والإنارة. كما تضمنت وعوده إطلاق مشاريع كبرى تهدف إلى محاربة البطالة، خصوصا في صفوف الشباب، عبر جذب الاستثمارات وتنظيم المجال التجاري للقضاء على الفوضى.
وعد أيضا بتحويل الناظور إلى مدينة ذكية، مع الاهتمام بالمساحات الخضراء والجمالية العامة للمدينة. غير أن الملاحظة الميدانية تؤكد أن العديد من هذه الوعود لا تزال حبرا على ورق. فبينما تتوالى الأخبار حول مشاريع وطنية عملاقة مثل ميناء الناظور غرب المتوسط، ومشاريع تابعة لشركة “مارشيكا ميد”، يظل المشهد التنموي على المستوى المحلي للجماعة شبه جامد، وهو ما يثير خيبة أمل واسعة لدى المواطنين الذين صوتوا على أساس برنامج طموح.
انتظار يثير الشكوك.. ميزانية الجماعة والرهان الانتخابي
يطرح هذا السبات التنموي تساؤلات عميقة حول الأسباب الكامنة وراءه. في ظل توفر ميزانية محترمة للجماعة، يتساءل الكثيرون عن المبرر الذي يمنع إطلاق المشاريع الموعودة. فهل يعود الأمر إلى عراقيل بيروقراطية؟ أم أن هناك أسبابا أخرى لا يتم الإفصاح عنها؟ تتردد في الأوساط المحلية فرضية تشير إلى أن رئيس الجماعة قد يكون بصدد تأجيل إطلاق المشاريع الكبرى حتى الاقتراب من موعد الانتخابات المقبلة في عام 2026.
ووفقا لهذه الفرضية، قد يتم استغلال الميزانية المخصصة للتنمية في إطلاق سلسلة من المشاريع المكثفة في فترة زمنية قصيرة، بهدف إعطاء انطباع بالانجازات الضخمة وتلميع الصورة العامة قبل الاستحقاقات الانتخابية. هذا السلوك، إن صح، يمثل استغلالا للموارد العمومية لأغراض شخصية وانتخابية، وهو ما يتعارض مع مبادئ الحكامة والمسؤولية في تدبير الشأن العام.
ما بين الواقع والوعود.. رهانات المستقبل
يبقى السؤال الأهم معلقا في الأفق: هل ستستمر فترة الانتظار هذه حتى تلوح في الأفق ملامح الحملة الانتخابية؟ إن التحدي الحقيقي أمام رئيس جماعة الناظور ليس فقط في إطلاق المشاريع، بل في كسب ثقة المواطنين مجددا. فالمشهد في المدينة يشي بوجود فجوة كبيرة بين الخطاب السياسي والواقع اليومي.
الناظور، التي تنتظر بفارغ الصبر أن تتحول إلى قطب اقتصادي بفضل المشاريع الوطنية، تحتاج أيضا إلى أن ترى انعكاسات هذه المشاريع على مستوى حياتها اليومية. وإذا استمر التأجيل، فإن الوعود الانتخابية قد لا تكون سوى ذكرى من الماضي، بينما يظل رهان المستقبل معلقا بمدى التزام المسؤولين بتعهداتهم.