فريق تقني مغربي يتلقى “نقل المعرفة” لإطلاق خط صناعة درونات SPY-X المدمرة للدبابات

ريف360- إلهام دوسلدورف
في تأكيد لتوجه المملكة الثابت نحو توطين الصناعات الدفاعية وتقليص الاعتماد على الاستيراد وتعزيز السيادة العسكرية، أعلنت شركة “BlueBird Aero Systems Ltd.” الإسرائيلية، اليوم الأربعاء 12 نونبر، عن انطلاق المرحلة التنفيذية لبرنامج نقل التكنولوجيا (TOT) الخاص بطائرات SPY-X المسيرة إلى المغرب. هذه الخطوة تمثل قفزة نوعية، إذ سيتم بموجبها إطلاق أول منشأة تصنيع محلي من نوعها لهذه الدرونات التكتيكية على الأراضي المغربية، لتترجم بذلك الرؤية الاستراتيجية التي بدأ المغرب العمل بها خلال السنوات الأخيرة بخصوص الصناعة العسكرية.
جاء هذا الإعلان عقب استقبال الشركة للفريق التقني المغربي في منشآتها، حيث تلقى الوفد “تدريبا متعمقا” في عملية إنتاج الطائرات بدون طيار، كجزء لا يتجزأ من برنامج نقل التكنولوجيا، الذي يهدف إلى تمكين الكوادر الوطنية من الخبرة اللازمة للإشراف على خط الإنتاج الجديد. هذا التعاون لا يقتصر على الجانب التقني فحسب، بل امتد ليلامس الجانب الاجتماعي، حيث أشارت الشركة إلى أن اللقاء تضمن “مباراة كرة قدم ودية” بين الفريقين، كرمز لتعزيز أواصر الشراكة بين الجانبين، مؤكدة على قيمة الثقة والالتزام في هذا النوع من التعاون الاستراتيجي.
وتعتبر طائرة SPY-X درونا انتحاريا (Kamikaze drone) متطورا، وهي مصممة خصيصا لتزويد القوات المسلحة الملكية بقدرات تكتيكية عالية الفعالية. وقد أثبتت الطائرة إمكانياتها الميدانية خلال اختبارات سابقة أجريت على التراب المغربي، حيث نجحت في تدمير مركبة مدرعة خارج الخدمة تابعة للقوات المسلحة الملكية. يتميز هذا الدرون بمدى عملياتي يصل إلى 50 كيلومترا، ويستطيع القيام بمهمة لمدة ساعة ونصف (1.5 ساعة) متواصلة.
من الناحية التقنية، تم تجهيز الدرون بحمولة قتالية مثبتة بصريا مع نظام تتبع فيديو متقدم، مما يسمح له بشن “هجوم إلكترو-بصري ذاتي التوجيه” عالي الدقة على الهدف. وتصل الحمولة العسكرية للدرون إلى 2.5 كيلوغرام، وهي حمولة قابلة للتعديل لتجمع بين شحنات مضادة للأفراد، أو المركبات، أو حتى الدبابات (AT/AP)، ويتم تطبيقها على الذخيرة قبيل الإطلاق مباشرة لزيادة الفعالية. وتكمن خطورة الدرون في سرعته الهجومية التي تصل إلى 250 كيلومترا في الساعة عند الانقضاض على الهدف، مما يضمن اختراقا ناجعا للأهداف المدرعة.
ويجسد هذا المشروع استمرار الجهود المغربية الرامية إلى تنويع مصادر تسلحه وتطوير قطاعه الصناعي الدفاعي. ويأتي ضمن سياق أوسع شهد فيه المغرب إطلاق عدد من المشاريع العسكرية والصناعية الهادفة إلى تقليص الاعتماد على الاستيراد وتعزيز قدراته الدفاعية الذاتية، بما يضمن سيادته العسكرية ويزيد من فعالية قواته المسلحة في مواجهة التحديات الإقليمية والدولية. ومع انطلاق هذا الخط الإنتاجي الجديد، يرسخ المغرب مكانته كفاعل إقليمي رئيسي قادر على توفير تقنيات الدفاع المتقدمة على أرضه.



