شواطئ الريف بين جحيم الأزبال وغياب ثقافة النظافة

مع حلول فصل الصيف، تتكرر في شواطئ الريف، سواء بالناظور أو الحسيمة أو الدريوش، مشاهد مقززة تكشف ضعف وعي المصطافين وانعدام ثقافة النظافة لدى فئة واسعة منهم. فما أن ينتهي يوم الاصطياف حتى تتحول الرمال إلى أكوام من البلاستيك وقنينات المياه وبقايا الأكل، في مشهد يثير الاشمئزاز ويجعل البحر شاهدا على استهتار جماعي بالبيئة.

المسؤولية هنا لا تقع على عاتق المصطافين وحدهم، فالمجالس المحلية والسلطات المعنية تتقاعس عن القيام بدورها في التوعية وتوفير الحد الأدنى من شروط النظافة. لا لوحات إرشادية تذكر بأهمية الحفاظ على الفضاءات المشتركة، ولا صناديق قمامة توزع بشكل كاف، الأمر الذي يدفع الكثير من الزوار لترك فضلاتهم مرمية على الرمال. البعض ممن تشبع بثقافة احترام البيئة يلجأ إلى أخذ نفاياته معه إلى البيت، لكن الأغلبية تفضل الطريق السهل: رميها حيث جلسوا، وكأن البحر مكب للنفايات.

هذا الواقع يطرح سؤالا صارخا حول غياب استراتيجية واضحة للتدبير البيئي في الشواطئ، خصوصا أن السياحة الساحلية تعتبر من أبرز الموارد الاقتصادية للمنطقة. كيف يمكن للزائر أن يعود مرة أخرى إلى شاطئ تحول إلى مزبلة مفتوحة؟

الحلول موجودة لكنها تتطلب إرادة جماعية:

  • إطلاق حملات تحسيسية قوية قبل وأثناء موسم الصيف.
  • تجهيز الشواطئ بصناديق قمامة كافية موزعة بشكل عملي.
  • فرض غرامات مالية على كل من يضبط متلبسا برمي الأزبال عشوائيا.
  • إشراك جمعيات المجتمع المدني في تنظيم ورشات نظافة دورية، وتحفيز الشباب على التطوع.
  • تعزيز ثقافة “خذ قمامتك معك” عبر حملات تواصلية مؤثرة.

إن شواطئ الريف ليست مجرد فضاء للترفيه، بل هي رئة طبيعية تحتاج إلى حماية. فإذا استمر هذا السلوك اللامبالي من المصطافين، واستمر تقاعس السلطات عن تحمل مسؤوليتها، فإن صيف المنطقة سيتحول كل عام إلى موسم للأزبال، بدل أن يكون موعدا للراحة والاستجمام.

مقالات مشابهة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button