سلوكيات منفلتة في شوارع الناظور تسيء لصورة المدينة في عيون زوارها

ريف 360 – الناظور
مع بداية العطلة الصيفية وعودة أعداد كبيرة من أفراد الجالية المغربية المقيمين بالخارج، تشهد مدينة الناظور ظواهر سلوكية سلبية أثارت استياء ساكنة المدينة، وعلى رأسها المضايقات والتحرش بالفتيات في الشوارع والأماكن العامة.
عدد من الشابات أكدن لـ “ريف 360” أنهن يتعرضن يوميا لمواقف مزعجة، تبدأ من النظرات غير المريحة وتصل أحيانا إلى الملاحقة بالسيارات أو التلفظ بكلمات مسيئة، خاصة في الفضاءات التي تعرف إقبالا كبيرا خلال الصيف مثل كورنيش الناظور وبعض الشوارع الرئيسية. وتقول إحداهن إن مجرد السير بمفردها أو رفقة صديقاتها يكفي لاستفزاز سلوكيات فئة من الشباب الذين يستغلون أجواء الصيف والاكتظاظ للتقرب بشكل غير لائق.
ورغم الجهود الأمنية التي تبذل في تنظيم حركة المرور وتأمين الفضاءات العمومية، إلا أن هذه الممارسات ما زالت تتكرر، مما يثير تساؤلات حول الحاجة إلى تكثيف الحملات التحسيسية والتوعوية، خاصة الموجهة إلى الشباب، لترسيخ ثقافة احترام الآخر في الفضاء العام.
ويرى بعض المراقبين أن الظاهرة تتغذى من غياب وعي مجتمعي حقيقي بخطورة التحرش، وضعف العقوبات الردعية في بعض الحالات، إضافة إلى عوامل موسمية تتمثل في التوافد الكثيف للزوار وارتفاع التجمعات في أماكن الترفيه.
هذا السلوك لا يسيء فقط إلى الفتيات المستهدفات، بل يشوه أيضا صورة المدينة أمام الزوار، ويعطي انطباعا سلبيا عن مستوى الوعي والانضباط لدى بعض فئات المجتمع. ويطالب مواطنون وساكنة محلية بتشديد الرقابة، إلى جانب إطلاق برامج توعية تشرك الجمعيات المحلية ووسائل الإعلام، حتى تتحول شوارع الناظور إلى فضاءات آمنة للجميع.
في ظل هذه المعطيات، تبقى مواجهة الظاهرة مسؤولية جماعية تتطلب تعاونا بين السلطات والمجتمع المدني والأسر، لضمان أن يظل موسم الصيف في الناظور مناسبة للفرح والاحتفال، لا مجالا لتكرار السلوكيات المزعجة التي تنال من راحة وأمان المواطنين والزوار.