خمس عادات يومية تدمر كبدك بصمت… هكذا تحمي هذا العضو الحيوي من الانهيار

ريف360 – صحة
في الوقت الذي يعتبر فيه الكبد من أكثر الأعضاء كفاءة في جسم الإنسان، إلا أن هذه “الماكينة الحيوية” التي تتولى تنقية السموم، وتنظيم عملية الأيض، وتخزين العناصر الغذائية، ليست عصية على التلف. بل إن سلوكيات يومية بسيطة، نمارسها دون تفكير، قد تكون كفيلة بإضعافه تدريجيا وصولا إلى أمراض خطيرة مثل التليف أو الفشل الكبدي.
الخطير في أمراض الكبد أنها تبدأ في صمت. قد تمر سنوات قبل أن تظهر أعراض واضحة، تبدأ بشعور دائم بالإرهاق والغثيان، وتصل لاحقا إلى اصفرار الجلد والعينين (اليرقان). وبينما يرتبط مرض الكبد في أذهان الكثيرين بالإفراط في الكحول، فإن الحقيقة أن أسباب التلف أوسع بكثير.
الكحول… العدو الأشهر للكبد
لا يحتاج الأمر إلى شروحات مطولة: الكبد هو الذي يتحمل عبء تكسير الكحوليات وتخليص الجسم منها. لكن عندما تزيد الكمية، تنتج هذه العملية مخلفات سامة تهاجم خلايا الكبد وتدمرها. يبدأ التلف غالبا بتراكم الدهون (الكبد الدهني)، ثم يتطور إلى التهاب كبدي، ليصل في المراحل المتقدمة إلى التليف الذي يصعب التراجع عنه. حتى الشرب المعتدل، إذا استمر سنوات طويلة، يمكن أن يكون كفيلا بإلحاق أضرار لا رجعة فيها، خاصة عند وجود عوامل خطر أخرى كالسمنة أو استخدام أدوية تؤثر على الكبد.
التغذية السيئة… كبد دهني بلا كحول!
قد تعتقد أن تجنب الكحول يحميك من الكبد الدهني، لكن نظامك الغذائي قد يخدعك. الدهون المشبعة، السكريات الزائدة، والوجبات الجاهزة، كلها تساهم في تراكم الدهون على الكبد فيما يعرف اليوم بـ MASLD (مرض الكبد الدهني الناتج عن خلل أيضي). الدراسات أكدت أن استهلاك المشروبات الغازية المحلاة يرفع احتمال الإصابة بهذا المرض بنسبة 40%.
بالمقابل، أثبتت أنظمة غذائية غنية بالخضر والفواكه والبقوليات والأسماك فعاليتها في تقليل دهون الكبد وتحسين المؤشرات الصحية المرتبطة به، في حين أن شرب كمية كافية من الماء يوميا (حوالي 8 أكواب) يساهم في دعم وظائف الكبد الطبيعية.
الإفراط في المسكنات… خطر خفي
قد يبدو تناول “قرص باراسيتامول” أمرا بريئا، لكن الجرعات الزائدة، حتى البسيطة منها، تمثل خطرا مباشرا على الكبد. السبب في ذلك أن الكبد ينتج مادة سامة أثناء تكسير الدواء (NAPQI)، وفي حال تجاوز الجرعة المسموح بها، يعجز الجسم عن تحييد هذه السموم، ما قد يؤدي إلى فشل كبدي حاد قد يكون مميتا. الجمع بين المسكنات والكحول يضاعف هذا الخطر. الحل بسيط: الالتزام بالجرعة الموصى بها، واستشارة الطبيب عند الحاجة المستمرة للمسكنات.
قلة الحركة… خطر صامت
الجلوس لفترات طويلة وعدم ممارسة النشاط البدني لا يضر فقط قلبك أو وزنك، بل يمتد تأثيره إلى الكبد أيضا. الكسل البدني يعزز مقاومة الجسم للأنسولين، ويشجع على تراكم الدهون في الكبد. المثير أن الأبحاث أظهرت أن ممارسة تمارين المقاومة لمدة ثمانية أسابيع تقلل من دهون الكبد بنسبة 13%، فيما أثبتت تمارين المشي السريع فعاليتها في تحسين مقاومة الأنسولين وخفض الدهون الكبدية.
التدخين… سرطان الكبد في الأفق
التدخين ليس تهديدا للرئتين فقط، بل يضع الكبد في مرمى نيران آلاف المواد السامة التي يجب عليه تصفيتها. هذه العملية تضغط على الكبد وتؤدي إلى إجهاد تأكسدي وتلف في الخلايا، ومع مرور الوقت، ترفع احتمالية التليّف والإصابة بسرطان الكبد. بحسب أرقام “كانسر ريسيرش”، فإن التدخين مسؤول عن 20% من حالات سرطان الكبد في المملكة المتحدة.
خلاصة: كيف تحمي كبدك؟
الرسالة واضحة: الكبد قوي، لكنه ليس منيعا. الحفاظ عليه يبدأ بتغييرات بسيطة في نمط الحياة: تقليل الكحول، الإقلاع عن التدخين، تناول الأدوية بحذر، التغذية السليمة، والمداومة على النشاط البدني. وعند ملاحظة أي أعراض مريبة، كالإرهاق المزمن أو تغير لون الجلد والعينين، ينبغي عدم التأخر في استشارة الطبيب. الكشف المبكر هو مفتاح الوقاية من مضاعفات قاتلة.