جنة الريف: شواطئ الحسيمة والناظور والدريوش.. ملاذ الصيف ووجهة الجالية

في زمن يزداد فيه البحث عن ملاذ هادئ بعيدا عن صخب المدن، تبرز شواطئ الريف في شمال المغرب كلوحة طبيعية فريدة، تجمع بين السحر البكر للمياه الزرقاء والجمال الصخري الوعر، لتصبح وجهة مفضلة وملاذا صيفيا لآلاف الباحثين عن الراحة والجمال. هذه السواحل، الممتدة من إقليم الحسيمة إلى الناظور والدريوش، لا تجذب فقط أبناء المنطقة، بل تتحول إلى نقطة جذب للجالية المغربية المقيمة في الخارج، إضافة إلى مصطافين من مختلف المدن المغربية.
تعتبر شواطئ إقليم الحسيمة من أجمل شواطئ المنطقة، حيث تتداخل الجبال الخضراء مع زرقة البحر لتخلق مشهدا بانوراميا خلابا. شاطئ “كيمادو”، الذي يقع على مشارف المدينة، هو درة التاج، بفضل مياهه الهادئة وموقعه المحصن، مما يجعله وجهة مثالية للعائلات. أما شاطئ “ثارا يوسف”، فيمزج بين الهدوء وجمال الطبيعة، ويوفر بيئة مثالية للاسترخاء والتأمل. وفي العمق، تبرز شواطئ أخرى مثل “إيزوران”، “كالابونيتا”، التي تعكس تنوعا بيولوجيا نادرا وتضاريس مميزة، فيما توفر شواطئ مثل “شاطئ السواني” مساحات واسعة لمحبي الأنشطة البحرية.
بدوره يتميز إقليم الناظور، المعروف ببحيرته الشهيرة “مارتشيكا”، بتنوع في شواطئه. شاطئ “رأس الماء”، الواقع في الشمال، يشتهر بموقعه الاستراتيجي ومياهه الصافية التي تجذب الزوار. وغير بعيد عنه، يوجد شاطئ “أركمان” و”المهندس”، الذي يعتبر بوابة لجمال البحيرة المدهش. أما في قلب البحيرة نفسها، فتنتشر شواطئ مبهرة مثل “بوقانا”، التي توفر إطلالات فريدة.
وفي إقليم الدريوش، يعرف شاطئ “سيدي إدريس” بأجوائه الهادئة والساحرة، وهو من الوجهات المفضلة للباحثين عن الهروب من الازدحام. كما يمكن للزوار اكتشاف شواطئ أقل شهرة لكنها لا تقل جمالا، مثل “شاطئ سيدي بوسعيد أمجاو” و”حامة الشعابي”، والتي تعطي لمحة عن جمال ريفي بكر لم تفسده الأيادي بعد.
هذه الشواطئ وغيرها الكثير التي لا يكفي المقام لذكرها، تتحول كل صيف إلى ملتقى الأجيال، حيث يلتقي أبناء الجالية المغربية المقيمة في أوروبا مع أقاربهم من أبناء المنطقة والمصطافين القادمين من المدن الكبرى مثل فاس، مكناس، والرباط. هذا التلاقي يخلق جوا من الألفة والاحتفال، وتصبح الشواطئ مسرحا للذكريات الصيفية التي لا تنسى. أكثر من مجرد وجهات سياحية، هذه الشواطئ هي جزء من الهوية المحلية، ومثال على كيف يمكن للطبيعة أن تجمع الناس من مختلف الخلفيات، في فصل صيفي حار، حيث يكون البحر هو الملاذ الوحيد.