تبون يعترف في جلسة غير رسمية: ملف الصحراء يسير نحو نهايته

ريف360- ماسين
في وقت يخيم فيه الجمود السياسي على العلاقات المغربية الجزائرية، خرج الصحفي بوطالب شبوب بتصريحات مثيرة قال فيها إن المفاوضات غير المباشرة بين الرباط والجزائر لم تتوقف إطلاقا، رغم ما يروج إعلاميا عن القطيعة التامة بين البلدين.
شبوب أوضح في حديث صحفي أن ما يؤلم حقا ليس الخلاف بين النظامين، بل “محاولة النظام الجزائري تخدير وعي الشعب عبر رسائل إعلامية مضللة لا تعكس حقيقة ما يجري خلف الكواليس”، مؤكدا أن القيادة الجزائرية “تعرف تماما ما يحدث، لكنها تفضل إخفاء التفاصيل عن المواطنين”.
وكشف المتحدث أن أحد معارفه المقربين التقى الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون الشهر الماضي، في جلسة غير رسمية تناولت عدة مواضيع حساسة، من بينها التطورات الأخيرة في ملف الصحراء. وخلال اللقاء، قال تبون بصراحة: “الموضوع يسير إلى نهايته، ونحن نرتب كيف نصل إلى حل سياسي بأفضل طريقة ممكنة”.
هذه التصريحات — وفق شبوب — تؤكد أن الجزائر تتهيأ لمرحلة جديدة من التهدئة، بالتوازي مع ما أعلنه مستشارون أمريكيون مقربون من إدارة ترامب سابقا حول قرب إيجاد تسوية سياسية شاملة.
ورغم أن موضوع فتح الحدود البرية بين البلدين ما يزال مستبعدا “لعقود قادمة”، يؤكد شبوب أن الطرفين يتعاملان معه كملف مغلق، فلا المغرب يطلبه، ولا الجزائر تريده، مشيرا إلى أنها قد تبقى مغلقة لـ 50 سنة مقبلة. فيما تبقى ملفات أخرى مثل فتح الأجواء واستعادة العلاقات الدبلوماسية أكثر قابلية للتحقق في المدى المتوسط، أي في غضون سنتين إلى 3 سنوات.
وأضاف الصحفي أن “المنطق الدبلوماسي يقتضي البدء بالخطوات الممكنة قبل الانتقال إلى الملفات الشائكة”، مشيرا إلى أن تطبيع الأجواء وعودة الاتصالات بين الرباط والجزائر يمكن أن يتحققا خلال السنوات القليلة المقبلة، إذا ما توافرت الإرادة السياسية لدى الجانبين.
وفي ختام حديثه، شدد شبوب على أن الشعبين المغربي والجزائري يستحقان أكثر من لعبة الرسائل الإعلامية المتبادلة، داعيا إلى مصارحة الرأي العام بالحقيقة كاملة، لأن “الوعي لا يخدَر، والمستقبل لا يبنى على الإنكار بل على الحوار”.



