الناظور… وعود من ورق ومشاريع لم تر النور

ريف360 – الناظور
غشت 2025 حل على الناظور، ولم تحل معه أحلام الساكنة ولا المشاريع التي بشرت بها النخب المنتخبة، وعلى رأسها المجلس الجماعي بقيادة سليمان أزواغ. قبل أشهر فقط، كنا نسمع وعودا كبيرة عن 23 مشروعا ستغير وجه المدينة، من إعادة تهيئة الشوارع الكبرى إلى إنعاش المساحات الخضراء وتطوير البنية التحتية، لكن الواقع اليوم لا يحتاج إلى بيانات رسمية، بل يكفي أن يتجول المواطن في الشوارع ليرى الحقيقة: لا شيء تغير.
رئيس الجماعة تحدث بحماسة في دورة أكتوبر السابقة، مؤكدا أن ورش تهيئة الشوارع سينطلق قبل دجنبر 2024، وأن المدينة ستودع الديون مع بداية 2025 لتفتح صفحة جديدة من الاستثمار في النظافة والإنارة والتطهير. لكن، وبعد مرور المواعيد المعلنة، لا شوارع أعيد تهيئتها، ولا مساحات خضراء أنشئت، ولا حتى لمحة من الأوراش الكبرى التي وعدت بها الأحياء من براقة وعاريض إلى المطار وأولاد بوطيب.
المدخل الرئيسي للمدينة الذي قيل إنه سيشهد أشغالا كبرى لتخفيف الاختناق المروري، لا يزال كما كان، يختنق يوميا تحت وطأة الإهمال وسوء التدبير خصوصا في فترة العطلة الصيفية التي تعرف توافدا كبيرا لأفراد الجالية المقيمين بالخارج. أما الشوارع التي ذكرها المسؤول بالاسم، كالحسن الثاني والحسن الأول، فهي اليوم شاهدة على الفرق بين الكلام والعمل، بين التصريحات الرسمية والواقع الميداني.
ما يحدث في الناظور اليوم ليس مجرد تأخر في الإنجاز، بل هو انعكاس لأزمة حوكمة حقيقية، حيث تتحول الوعود الانتخابية إلى أدوات استهلاك سياسي، ويظل المواطن أسيرا لخطابات مطلية بالآمال لكنها خالية من التنفيذ. النخب المحلية التي وعدت وقطعت العهود مطالبة اليوم بمصارحة الساكنة: أين ذهبت المشاريع؟ وأين صرفت الميزانيات؟
الساكنة لم تعد بحاجة لخطط جديدة أو تصريحات جديدة، بل لجرأة في الاعتراف بالفشل، ومحاسبة سياسية حقيقية تضع حدا لهذا العبث التنموي الذي يجر الناظور إلى مزيد من التراجع.