الناظور بين فائض المليارات وفوضى الأرصفة.. هل ينتظر أزواغ الانتخابات للشروع في الترقيع؟

ريف360- إلهام دوسلدورف

تستمر مدينة الناظور في العيش على إيقاع تناقض صارخ يثير حفيظة سكانها. فمن جهة، تتغنى قيادة الجماعة، برئاسة السيد سليمان أزواغ، بتحقيق فائض مالي يناهز 11 مليار سنتيم تراكم على مدى سنوات ولايته، ومن جهة أخرى، تشهد البنية التحتية للمدينة حالة يرثى لها، تزيد من معاناة المواطنين اليومية.

آمال الساكنة في رؤية مدينتهم تنهض من سبات الركود، خاصة فيما يتعلق بتحسين المرافق العمومية، تصطدم بواقع الطرقات المهترئة، والأرصفة غير المستوية، والتي تحولت، في جزء كبير منها، إلى مساحات للاحتلال والاستغلال البشع.

لقد أصبحت الأرصفة في الناظور مسرحا لفوضى لا تنتهي، حيث يجبر احتلالها من قبل الأنشطة التجارية والمقاهي المشاة على النزول إلى الشارع. هذا الوضع لا يقتصر تأثيره على التسبب في عرقلة السير والجولان وإزعاج سائقي السيارات فحسب، بل يضع حياة المارة في خطر حقيقي، حيث يجدون أنفسهم مضطرين لمزاحمة السيارات.

يقول العديد من المواطنين باستغراب إن الرئيس الذي يتفاخر بتراكم هذا الفائض المالي الضخم في خزينة الجماعة، يبدو عاجزا عن اتخاذ أبسط الإجراءات، وهو تحرير الأرصفة وإعادة الحق للمشاة، فما بالك بإطلاق مشاريع لتحسين وتجديد البنية التحتية المهترئة أصلا.

تساؤل الانتخابات: هل هي خطة “الترقيع الانتخابي”؟

مع اقتراب موعد الاستحقاقات الانتخابية، تتزايد تساؤلات المواطنين في المدينة حول سر هذا الجمود المالي والتنموي:

هل سيستمر هذا الركود لعدة أشهر قادمة؟

هل ينتظر الرئيس وقتا قصيرا قبل الانتخابات ليبدأ في “الترقيع السريع” للطرق والأرصفة؟

هل سيتم استغلال هذه الأموال العامة المتراكمة (11 مليار سنتيم) في حملة انتخابية غير مباشرة، لكسب أصوات الساكنة عبر مشاريع سطحية وسريعة؟

يرى مراقبون أن الإبقاء على مبالغ ضخمة كفائض مالي، في وقت تشتد فيه الحاجة إلى مشاريع هيكلية تلامس متطلبات الحياة اليومية للمواطنين، يثير الريبة. إن إطلاق خطة تنموية شاملة تتناسب مع حجم الفائض المالي بات مطلبا ملحا، بدلا من تأجيل القرارات المصيرية إلى “لحظة الحسم الانتخابي” التي قد تتحول فيها المشاريع إلى مجرد أدوات دعائية قصيرة الأمد.

إن الناظور تنتظر إجابة واضحة من قيادة الجماعة: فهل سيتم صرف “فائض المليارات” في مشاريع حقيقية ومستدامة الآن، أم سيظل الوضع على ما هو عليه حتى تقرع طبول الحملة الانتخابية؟

مقالات مشابهة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button