أعراف دخيلة.. عرس بأزغنغان يتحول إلى فضاء للنقاش الاجتماعي

شهدت أزغنغان بإقليم الناظور مؤخرا عرسا أثار جدلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد أن تحول إلى مناسبة استعراضية للثروة بطريقة فاقمة للانتقادات، خصوصا في منطقة يعاني جزء كبير من سكانها، ولا سيما الشباب، من نسب بطالة مرتفعة وصعوبات اقتصادية ملموسة. الحفل، الذي جلب فنانين مغاربة وحتى جزائريين، تميز بنثر مبالغ مالية ضخمة على المشاركين، ما يعرف بـ”الغرامة”، في مشهد اعتبره العديد من المعلقين غير لائق، ويشي بتباين واضح بين الواقع الاجتماعي للمجتمع المحلي ومستوى الترف المبالغ فيه.
عدد من مستخدمي منصات التواصل لم يخفوا سخطهم من الطريقة التي تم بها إنفاق الأموال، إذ كتب أحدهم: “كيف يمكن أن تنفق هذه المبالغ الطائلة على فنانين تم جلبهم من خارج المنطقة بينما شبابنا عاطل عن العمل؟”، فيما أضاف آخر: “هذا الاستعراض لا يعكس تقاليدنا، بل يفرض عادات دخيلة على مجتمعنا ويبعدنا عن قيمنا المحلية.” تعليق ثالث ركز على البعد الاقتصادي قائلا: “مثل هذه الأعراس تبرز الفجوة بين القادرين والمحرومين وتزيد من شعور الظلم بين السكان.”
الجدل لم يقتصر على مسألة الترف المالي، بل شمل أيضا استقدام فنانين من خارج المنطقة، وهو ما اعتبره بعض المتابعين تجاوزا للعادات المحلية، وابتعادا عن الطابع التقليدي لأعراس المنطقة. وقد كتب أحدهم: “لماذا نستورد عادات وثقافات غير متماشية مع مجتمعنا؟ الأعراس جزء من هويتنا، وهذا مخالف للتقاليد.”
في المقابل، أشار بعض المعلقين إلى أن الاستعراض المكثف للثروة ينعكس سلبا على صورة المجتمع بأسره، قائلا: “مثل هذه المشاهد تزرع الحقد وتجعل المجتمع منقسما، بدل أن تكون الأعراس مناسبة للتقارب بين الناس.” وقد أضاف آخر: “حتى لو كانت الأمور شخصية، فإن نشر هذه الصور على وسائل التواصل يجعلها قضية عامة، ويجب أن نعيد التفكير في أولوياتنا.”
هذا العرس أعاد إلى الواجهة نقاشا أوسع حول حدود الترف والاستهلاك في المجتمع المغربي، خصوصا في مناطق تواجه ضغوطا اقتصادية كبيرة. كما سلط الضوء على التساؤلات حول مسؤولية المجتمع والأعراف الاجتماعية في توجيه مثل هذه المناسبات، لضمان عدم تحويلها إلى مظاهر استعراضية قد تثير غضب المواطنين وتعمق الفجوة الاجتماعية.